أول بدء الكلام بأفضل الصلاة والسلام على خير
الأنام محمد وآله الطيبين الطاهرين .
الحمدلله كما ينبغي له ، المتفرد بالأمر والخلق ، الواحد في الحكم والتقدير ، المتنزه بقول النبي محمد وآله عن كل قالٍ وغال ، وسبحان من اختفى بفرط ظهوره ، وأصبحت الكثرة مستهلكة في وحدته .
الحمدلله كما ينبغي له ، المتفرد بالأمر والخلق ، الواحد في الحكم والتقدير ، المتنزه بقول النبي محمد وآله عن كل قالٍ وغال ، وسبحان من اختفى بفرط ظهوره ، وأصبحت الكثرة مستهلكة في وحدته .
أما بعد: فان السلوك إلى الله
شأن المتقين من المؤمنين الخلّص ، والمقربين من المحسنين عملاً بقوله تعالى:(فَفِرُّوا
إِلَى اللَّهِ) وأيضاً قوله تعالى:(وَأَنَّ
إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى)، فلابد للسالك أن ينتهي في سيره وسلوكه إلى ملك الملوك
، فمن هنا افتقر السالك إلى معرفة أصول وقواعد وشروط وقيود وضوابط عملية السير والسلوك
وفي هذا الخصوص أشار سيد العارفين الامام علي في النهج بقوله: (أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ) .
لما كان الارتقاء من حضيض الحظوظ النفسانية
إلى عز الحقوق الربانية ، متوقف على ظهور القابلية التي هي نتيجة القيام بالاعمال والعلوم
التكليفية ، وبما أن ظهور القابلية متوقف على كمال الظاهر بالآداب الشرعية ، وكمال
الباطن بالمعارف الذوقية .
فأوعزت بدروس العرفان النظري وتأريخه وتطوره
ومسائله ، بعد أن وجدتُ اهتماما مُلِحاً من الاخوة الافاضل سالكي الطريق إلى الله ،
مما شكّل في نفسي دافعاً كبيراً للقيام بتقديم هذه الدروس العرفانية ، راجون الله أن
يقبلها منّا ويرفعها في الباقيات الصالحات ويتابعها بالخيرات الحسان انه سميع عليم
.
وأخيراً: أقدم هذه المحاولة المتواضعة
بين يدي المريدين الذين تلطفوا عليّ لتقديمها لهم ، وكلي أمل من الاساتذة الكرام أن
يصوّبوا عملي عبر النقد العلمي البنّاء والله ولي التوفيق وغاية السالكين .
حررت
في
1422هـ
راضي
حبيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق