مراحل
السير والسلوك :
وهي
ما يصطلح عليها بالأسفار الأربعة ، وعلى
هذا الأساس، حدد الحكيم المتأله ملا صدرا أسفاره كأطر سلوكيه لمباحثه في الحكمة المتعالية حيث يقول: واعلم أن للسلاك من العرفاء والأولياء
أسفارا أربعه : أحدها السفر من الخلق إلى الحق، وثانيها السفر بالحق في الحق ،والسفر
الثالث يقابل الأول ، لأنه من الحق إلى الخلق بالحق .والرابع يقابل الثاني من وجه
لانه بالحق فى الخلق.
وتحقيق
« الأسفار الأربعة » كما ذكرها الحكيم المتأله القمشئي ما ملخّصه: اعلم،
أنّ «السفر» هو الحركة من الموطن، متوجّها إلى المقصد بطيّ المنازل. و هو صوريّ
مستغن عن البيان و معنوي و هو أربعة أسفار:
السفرالأوّل: من الخلق إلى الحقّ، برفع الحجب الظلمانيّة و النورانيّة الّتي بينه و بين حقيقته الّتي معه أزلا و أبدا. و أصولها ثلاثة: و هي الحجب الظلمانيّة النفسانيّة، و النورانيّة العقليّة، و الروحيّة. أي، بالترقّي من المقامات الثلاثة برفع الحجب الثلاثة. فإذا رفع الحجب، يشاهد السالك جمال الحقّ، و فني عن ذاته. و هو مقام «الفناء». و فيه «السرّ» و «الخفي» و «الأخفى». فينتهي سفره الأوّل و يصير وجوده وجودا حقّانيّا و يعرض له «المحو»، و يصدر عنه «الشطح»، فيحكم بكفره ، فإن تداركته العناية الإلهيّة، يشمله و يزول المحو فيقرّ بالعبوديّة بعد الظهور بالربوبيّة .
السفر الثاني : و هو السفر من الحقّ إلى الحقّ بالحقّ . و إنّما يكون «بالحقّ»، لأنّه صار وليّا و وجوده وجودا حقّانيّا فيأخذ بالسلوك من الذات إلى الكمالات حتى يعلم الأسماء كلّها، إلا ما استأثره عنده .فيصير ولايته تامّا، و يفنى ذاته و صفاته و أفعاله في ذات الحقّ و صفاته و أفعاله. و فيه يحصل الفناء عن الفنائيّة أيضا، الّذي هو مقام «الأخفى». و تتمّ دائرة الولاية ، و ينتهي السفر الثاني ، و يأخذ في السفر الثالث .
السفر الثالث : و هو من الحقّ إلى الخلق , و يسلك في هذا الموقف في مراتب الأفعال و يحصل له «الصحو» التامّ، و يبقى بإبقاء الله، و يسافر في عوالم «الجبروت» و«الملكوت» و «الناسوت»، و يحصل له حظّ من النبوّة وليس له نبوّة التشريع. و حينئذ ينتهي السفر الثالث، و يأخذ في السفر الرابع .
السفر الرابع : و هو من الخلق إلى الخلق بالحقّ. فيشاهد الخلائق و آثارها و لوازمها فيعلم مضارّها و منافعها و يعلم كيفيّة رجوعها إلى الله و ما يسوقها فيخبر بها و بما يمنعها ، فيكون نبيّا بنبوّة التشريع .[1]
[1] - مصباح
الهداية،الامام الخميني ص: 88 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق