(محاضرات عرفانية ألقاها الشيخ راضي حبيب على بعض الطلبة)
ارتباط المريد بالشيخ الاستاذ :
أعلم أن الرابطة بين المريد وشيخه تجمع بين الحب والاقتداء والتعلق، وأنها من نظام الله الطبيعي في كونه ، والمريد يشرب منهج شيخه بمعايشته ورؤية تصرفاته وأفعاله وكيفية تصرفه في مختلف المواقف، فإن كان يحبه قلده في ذلك بل انطبع فيه سلوك هذا الشيخ، فإن كان سلوك ذلك الشيخ محمديا تحول هو أيضا بالتدريج ليكون محمديا .
أعلم أن الرابطة بين المريد وشيخه تجمع بين الحب والاقتداء والتعلق، وأنها من نظام الله الطبيعي في كونه ، والمريد يشرب منهج شيخه بمعايشته ورؤية تصرفاته وأفعاله وكيفية تصرفه في مختلف المواقف، فإن كان يحبه قلده في ذلك بل انطبع فيه سلوك هذا الشيخ، فإن كان سلوك ذلك الشيخ محمديا تحول هو أيضا بالتدريج ليكون محمديا .
قال العارفون: ( كن مع الله، فإن لم تستطع فكن مع مَن كان مع الله
)، وقالوا: ( الفناءُ في الشيخ مُقدِّمة الفناء في الله ) .
مفارقة الشيخ الاستاذ :
مفارقة الشيخ الاستاذ :
وتأتي بعد مرحلة الارتباط مرحلة المفارقة فكما أن الطفل في بدايات صدوره
المادي في عالم الطبيعة يحتاج إلى مرحلة فترة رضاع وبعدها يأتي مرحلة الفطام ، فكذلك حال المريد
بعد أن يصل إلى مرحلة التمام والكمال في مهمة تهذيب نفسه وكسب أقوال وأفعال وآداب
الطريقة ، وفنائه عن نفسه في الحق تعالى ، وهجرانه لحطام الدنيا بالكلية ، وإن كان
منها شيء في يده ولم يكن في قلبه ، ففي هذه المرحلة يفطم ويفارق شيخه ، حتى يستقل
في سيره وسلوكه إلى الله ، فلا يرى شيخه ولا نفسه ويصل إلى مقام يطلق عليه(الفناء
عن الفناء) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق