(محاضرات عرفانية ألقاها الشيخ راضي حبيب على بعض الطلبة)
السائرون
على الطريق بين هالك وسالك :
أودّ أن أتطرق إلى ذكر هذه النقطة
المهمة كون السائرون إلى الله قد يكون منهم السالك وقد يكون منهم الهالك ، وطروء مثل هذه المشكلة مترتب على نفس الإشكال السابق بسبب الرأي المخالف القائل بعدم ضرورة اتخاذ مرشد .
فإذن علينا دفع هذا الاحتمال لدليل
العقل الحاكم بضرورة دفع الضرر المحتمل ،
والعقل بطبيعة حاله ومبدئه ووظيفته يذم كل من يتصرف بخلاف الاحتياط بترك البحث عن المرشد والمنجي ، وكيف لا يُعتنى بهذا
الأمر الذي يتحرز السائر فيه من وجود قطاع طرق؟! .
الاهتداء
بالاقتداء :
والاهتداء إلى سبيل الحق يتطلب الاقتداء والإتباع المطبق وعدم اتخاذ
سبل أخرى قال الله تعالى : ) وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( [الانعام:153] ، فمن حيث هذا العنوان نريد أن نتطرق إلى أهمية وضرورة الاقتداء
بالمرشد الذي يدل على الطريق أو السبيل الذي لا يفرّق عن سبيل الوصول إلى الله جل وعلا.
وفي هذه الاية دلالة واضحة جدا بضرورة تعييِن المرشد المطلوب في مجال
السير والسلوك ، وذلك من خلال توفّر الصفات والشروط في شخص المرشد ، فهناك سبيل
خاص كما أفاد بذلك منطوق الآية الكريمة . وسوف نتطرق في محله لاحقاً لذكر أهم
الصفات والشروط التي لابد من تَوفُّرِها في الشيخ المرشد .
مهمة
الاقتداء بالأنبياء والاولياء :
الاقتداء بالانبياءبحكم قدسيّتهم ونزاهتهم ، وفائق العناية الإلهيّة التي تحيط بهم ، فإنّهم في مسألة الإرشاد، لا يحتاجون أحداً غير الحقّ تعالى ، وأمّا اتّفاق أصحاب الطريقة ، فهو أنّ باقي أصناف السالكين ، عدا المجذوبين منهم لا يمكنهم الوصول للهدف الحقيقي ّ، وهو مقام الولاية ، بدون إرشاد صاحب الكمال الذي يتولّي إرشادهم .
الاقتداء بالانبياءبحكم قدسيّتهم ونزاهتهم ، وفائق العناية الإلهيّة التي تحيط بهم ، فإنّهم في مسألة الإرشاد، لا يحتاجون أحداً غير الحقّ تعالى ، وأمّا اتّفاق أصحاب الطريقة ، فهو أنّ باقي أصناف السالكين ، عدا المجذوبين منهم لا يمكنهم الوصول للهدف الحقيقي ّ، وهو مقام الولاية ، بدون إرشاد صاحب الكمال الذي يتولّي إرشادهم .
وعملية الإرشاد في سلوك طريق الحقّ ، كما هو واجب الأنبياء
والاولياء ، كذلك هو واجب الكمّل من أرباب
السير والسلوك ، والواصلين إلى الكمالات المعنويّة، ويمكن لهؤلاء الكمّل ،
وبإذنٍ إلهي ّ، إرشاد طلاّب الحقّ ، وهذا الكامل بدوره، يكون مأذوناً من قبل
كاملٍ آخر، وهكذ ا حتّي تنتهي بخاتم الانبياء صلوات الله وسلامه عليه وآله
، ولكن هل يتعين الارشاد ويتوقف على وجود سلسلة ذهبية ؟؟
وهذا الامر بالطبع لا يتوقف على وجود سلسة ذهبية ، وقد أشار العارف
العلامة محمد حسين الطهراني إلى هذا الأمر وإليك نص كلامه الشريف:
قال العارف العلامة السيد محمد حسين الطهراني(قدس سره): هناك من الادلّة والشواهد على
وجوب اتّباع المرشد الكامل في السير إلي العوالم الربّانيّة، بحيث لا يسع
المجال هنا لذكرها. ولكن مسألة مراعاة التسلسل في اتّباع هذا المرشد
مُعنعناً ( الواحد تلو الا´خر حتّي نصل إلي رسول الله) ،
لا دليل عليها ، لا ثبوتاً ولا إثباتا ً، على الرغم من أهمّيّة هذه المسألة
عند المتصوّفة ، إذ يعتبرونها من أساسيّات السلوك، ومع هذا، فلا يستند قولهم
إلي أساس رصين، أو قاعدة متينة.
وخير نموذج وشاهد، هو العرفان والسلوك لآية الحقّ والحقيقة ، وسند القرآن والسنّة: آية الله الا´خوند الملاّ حسين قلي الدَّرْجَزينيّ الشَّونديّ الهَمَدانيّ، أعلي الله درجاته السامية، والذي أخذ العرفان عن أُستاذه آية الله السيّد علي الشوشتريّ، وهذا عن النسّاج، والله أعلم عمّن أخذ هذا الاخير العرفان .
وخير نموذج وشاهد، هو العرفان والسلوك لآية الحقّ والحقيقة ، وسند القرآن والسنّة: آية الله الا´خوند الملاّ حسين قلي الدَّرْجَزينيّ الشَّونديّ الهَمَدانيّ، أعلي الله درجاته السامية، والذي أخذ العرفان عن أُستاذه آية الله السيّد علي الشوشتريّ، وهذا عن النسّاج، والله أعلم عمّن أخذ هذا الاخير العرفان .
يستشهد العلامة الطهراني بقول أحد أساطين العرفان السيد القاضي(قدس سره الشريف) قال:
ينقل الفاضل جناب الحاجّ السيّد محمّد حسن الطباطبائيّ القاضي أدام الله ظلّه، عن والده المرحوم آية الله القاضي الكبير ما يلي : سألت أبي ذات يوم: عمّن أخذت العرفان؟ فأجاب : عن المرحوم السيّد أحمد الكربلائيّ الطهرانيّ. فقلت : وهو، عمّن أخذه؟ فقال: عن المرحوم الاخوند الملاّ حسين قلي الهمدانيّ. فقلت: وهذا، عمّن أخذه؟ فقال: عن السيّد علي الشوشتريّ. فقلت: وهذا، عمّن أخذه؟ فقال: عن النسّاج. فتابعت: وهذا، عمّن؟ فأجابني بغضب: وما أدراني؟! أتريد أن تسطّر لي سلسلة؟! [1].
ينقل الفاضل جناب الحاجّ السيّد محمّد حسن الطباطبائيّ القاضي أدام الله ظلّه، عن والده المرحوم آية الله القاضي الكبير ما يلي : سألت أبي ذات يوم: عمّن أخذت العرفان؟ فأجاب : عن المرحوم السيّد أحمد الكربلائيّ الطهرانيّ. فقلت : وهو، عمّن أخذه؟ فقال: عن المرحوم الاخوند الملاّ حسين قلي الهمدانيّ. فقلت: وهذا، عمّن أخذه؟ فقال: عن السيّد علي الشوشتريّ. فقلت: وهذا، عمّن أخذه؟ فقال: عن النسّاج. فتابعت: وهذا، عمّن؟ فأجابني بغضب: وما أدراني؟! أتريد أن تسطّر لي سلسلة؟! [1].
وفي هذا المورد قد تناولنا بسط الكلام حول الإرشاد الظاهري ، وبقي علينا أن نتطرق إلى تقسيم المرشد إلى باطني أيضا في المحاضرات اللاحقة ان شاء الله تعالى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق