(محاضرات عرفانية ألقاها الشيخ راضي حبيب على بعض الطلبة)
الأستاذ المرشد:
في هذه المحاضرة سنستعرض ما أطلقت عليه بمقومات (المثلث الإرشادي) للسير
والسلوك وهي كالتالي:
المقوم الاول: التربية وهي العمل على صقل النفس وتهيئتها للسير والسلوك إلى بارئها .
المقوم الثاني: الشيخ المرشد وهو المرشد الروحي الذي سبق له التحقق فعلاً بطريق السير والسلوك وسلك طريق الحق ، وصار خبيراً بمهالك ومهاوي ومخاوف طريق السير والسلوك ، والذي يتولى تربية المريدين ويشير إليهم بمستلزمات السلوك ، ومقتضيات الوصول القربي إلى الله جلّ جلاله ، ويضعهم على الطريقة الوسطى التي يرجع إليها العالي ويلحق بها التالي .
المقوم الثالث: المريد وهو السالك الذي تهيئ إرادياً ولم يرتسم بعد بحال ولا مقام ، فهو في بدايات السير والسلوك مع كامل إرادته ، ولم يجذب بعد عن إرادته .
أهمية اتخاذ الشيخ
المرشد :
من أهم شروط طريق السير
والسلوك وجود الشيخ المرشد الذي يُعيِن
السالك على اجتياز المراحل السلوكية بكل استقرار ونجاح ، فطريق السير والسلوك
مقرون بالوديان والمهاوي العميقة المهلكة والعقبات والمرتفعات الشاقّة
الصعبة ولا يمكن تخطّيها وعبورها إلاّ بواسطة الأستاذ، ، وأنّ طيّ الطريق
بتهوّر لن يكون من عاقبته إلاّ الشقاء والهلاك والسقوط أسيراً في وادي
إبليس ومنعطفات النفس الأمارة تسحقه وتتوطّأه فيها أقدام الشيطان الرجيم ،
قال الله جل جلاله : )مَن يَهْدِ اللَّهُ
فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا( [الكهف:17]، ويقول أيضا )وَاتَّبِعْ سَبِيلَ
مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ([لقمان:15] .
وفي هذه الآيات دلالة واضحة جدا بضرورة البحث عن شيخ مرشد يستعين به السالك في علاج آفاته القلبية التي تتسبب باضلاله دون اتخاذ المرشد الذي يدله على الله ، وأيضا قد أشار النبي إلى هذه المخاطر بقوله : ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) . وهذا القول مجاز ، والمراد أن جميع الأفعال التي توصل إلى الجنة يتجشم فعلها على الكُره والمشقة ، لان طريقها وعر ، ومذاقها مر .
فلما كانت الطرق المفضية إلى الجنة كلها كما ذكرنا شاقة المسالك ، صعبة على السالك ، فلذلك قال : الجنة حفت بالمكاره على نحو المجاز والايجاز ، وأيضاً لما كانت الأفعال المفضية إلى دخول النار في الأغلب الأعم كثيرة الملاذ ملائمة للطباع النفسانية ، لا تؤتى من طريق مشقة ولا يقرع لها باب كلفه ، كذلك قال إن النار حفت بالشهوات .
وفي هذه الآيات دلالة واضحة جدا بضرورة البحث عن شيخ مرشد يستعين به السالك في علاج آفاته القلبية التي تتسبب باضلاله دون اتخاذ المرشد الذي يدله على الله ، وأيضا قد أشار النبي إلى هذه المخاطر بقوله : ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) . وهذا القول مجاز ، والمراد أن جميع الأفعال التي توصل إلى الجنة يتجشم فعلها على الكُره والمشقة ، لان طريقها وعر ، ومذاقها مر .
فلما كانت الطرق المفضية إلى الجنة كلها كما ذكرنا شاقة المسالك ، صعبة على السالك ، فلذلك قال : الجنة حفت بالمكاره على نحو المجاز والايجاز ، وأيضاً لما كانت الأفعال المفضية إلى دخول النار في الأغلب الأعم كثيرة الملاذ ملائمة للطباع النفسانية ، لا تؤتى من طريق مشقة ولا يقرع لها باب كلفه ، كذلك قال إن النار حفت بالشهوات .
فتحرير النفس من العلائق الظلمانية والسفلانية والارتقاء بها في طريق
السير والسلوك إلى بارئها يحتم وجود الشيخ المرشد لما فيه من المخاطر الجسيمة على سالك
الطريق .
قال المولي
المازندراني في شرح أصول الكافي ج 2 ص 40: لا بد للناس من استاذ
مرشد عالم ليحصل به نجاتهم في مضائق سبيل الله وظلمات الطبائع البشرية ، كما يحصل
النجاة لمن سلك طريقا مظلما لم يعرف حدوده بسبب أخذ ذيل آخر عالم بحدوده . وبين
أهل السلوك خلاف في أنه هل يضطر السالك إلى الشيخ العارف أم لا ؟ وأكثرهم يرى وجوبه
ويفهم ذلك من كلامه ، وبه
يتمسك الموجبون له .
ويؤيده أيضا أن طريق المريد مع شيخه العارف بالله أقرب إلى الهداية وبدونه أقرب إلى الضلالة ، فلذلك قال : " فنجا " يعني أن النجاة معلقة به ، ودلائل الفريقين مذكورة في مصباح العارفين .
ويؤيده أيضا أن طريق المريد مع شيخه العارف بالله أقرب إلى الهداية وبدونه أقرب إلى الضلالة ، فلذلك قال : " فنجا " يعني أن النجاة معلقة به ، ودلائل الفريقين مذكورة في مصباح العارفين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق