(آداب السالك بين يدي الشيخ الاستاذ)
الحزم والجزم:
أول ما ينبغي على المريد حين يقصد شيخاً مرشداً للتأدب والتلقي على يديه ، أن يكون له إيماناً حازماً ، وتصديقا واعتقادا جازماً على اتخاذه كمرشدٍ له ، ولا يكون متهاوناً ومتكاسلاً ، فإذا صاحبه لم يلتفت إلى غيره من المشايخ كما هو مقرر عند أرباب الطريقة.
أول ما ينبغي على المريد حين يقصد شيخاً مرشداً للتأدب والتلقي على يديه ، أن يكون له إيماناً حازماً ، وتصديقا واعتقادا جازماً على اتخاذه كمرشدٍ له ، ولا يكون متهاوناً ومتكاسلاً ، فإذا صاحبه لم يلتفت إلى غيره من المشايخ كما هو مقرر عند أرباب الطريقة.
الطاعة الظاهرية والباطنية:
بمعنى أن يمتثل المريد لرأي شيخه في الظاهر ، ولا يعترض عليه في الباطن ، إذا رأى
منه مالا يطيق فهمه ومرماه وكنه معناه ، ويتخذ من قصة النبي موسى
والعبد الصالح مثالاً لواجب الإتباع ، كما أشار في قوله حكاية عن النبي موسى ): قَالَ
لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا [1](
، وكما قيل في هذا الخصوص : مخالفة شيوخ الطريقة سمٌ قاتلٌ .
عدم الاعتراض والمخالفة:
فلا
يتكلم بين يدي الشيخ إلا في ضرورة ، ولا يقاطع كلام شيخه ليقول رأيه ، ومهما رأى
في كلام الشيخ نقصانا وقصورا فلا يهم بمعارضته في الرأي ، فعلى المريد أن يطوي
علمه ، ورؤية نفسه ، وأن يدخل مفلساً بلا شيء ، حيث أنه لو رأى ظهور نفسه وعلمه
حُجب عن هذا الامر ، وكما قيل في هذا الخصوص : من قال لشيخه لا ... لا يُفلح .
عدم الكتمان عن شيخه:
فلا ينبغي أن
يكتم ما يعتريه من القبائح الشيطانية المعنوية عن شيخه ، حتى يتسنى للشيخ معالجته
وهديه للصواب ، وتصحيح ما بدر منه ، ويدعو له بالتوفيق والفلاح والصلاح ، فربما
يُصلح الله حال المريد ببركة شيخه .
حسن ظن المريد في شيخه:
مهما رأى المريد في شيخه من الاحوال ، فلا يظن فيه ظن السوء ، فعليه أن يحمل عمل
الشيخ على محمل الصحة ما استطاع ، فقد تكون التهمة لقصور فهم المريد بحقيقة الحال
، أو تزيين الشيطان كما أشار الله
في قوله : ) وَزُيِّنَ
ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا(
، فالواجب على المريد حسن الظن بشيخه ، فإذا اتهم المريد شيخه فلا يصحبه بعد ذلك ،
لانه سوف لا يجدي فيه تربية الشيخ ، فالمريض اذا اتهم الطبيب لم يبرأ بمداواته .
المسارعة في خدمة الشيخ المرشد:
ينبغي التهيؤ الدائم لخدمة الشيخ ، فلا يردّ له طلبا ، بل يسارع بتلبية ما يريده
الشيخ ، ولا يتعلل المريد بقضاء حاجاته الخاصة ، فليس للمريد الصادق العامل اهتمام
آخر في غير شيخه ، فلا يهم بدنياه بحيث يهمل شيخه .
التّوجه التام في صحبة الشيخ:
فلأن صحبة الشيخ موصله لصحبة الله ، فلا يكون المريد مع شيخه وقلبه مشغول بأهل
الدنيا ، فإن شرط إرادة المريد لله ، أن يفرغ قلبه من كل إرادة دنيوية .
منزلة الشيخ عند المريد:
وينبغي للمريد أن لا يحدث نفسه بطلب منزلة فوق منزلة الشيخ، بل يحب للشيخ كل منزلة عالية، ويتمنى له عزيز المنح وغرائب المواهب.
وينبغي للمريد أن لا يحدث نفسه بطلب منزلة فوق منزلة الشيخ، بل يحب للشيخ كل منزلة عالية، ويتمنى له عزيز المنح وغرائب المواهب.
فناء ارادة المريد في ارادة الشيخ:
وفي هذه الفقرة أنقل ما قاله العارف العلامة محمد حسين الطهراني في كتابه معرفة الله فيما نصه: كما أنّنا فوّضنا أمرنا إلى شيخ كهذا، فعلينا أن ندفن إرادتنا في إرادته، ونكون له كَالمَيِّتِ فِي يَدَيِ الغَسَّال ِ، وأن نتوجّه إلى الحقّ تعالى كما يأمرنا هذا الشيخ، وأن نعوّد أنفسنا صدق الاقوال والافعال، والإعراض عن الاهواء واللذّات النفسانيّة، وأن نُزَكِّي النفس من رذائل الاخلاق، ونقائص الاعمال، وترويض البدن على الطاعات والعبادات على حسب ما تأمرنا به السنّة المطهّرة لخاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وأن نتجنّب الإفراط والتفريط، وأن نولّي الوجه عمّا يشغلنا عن الحقّ تعالى، وأن نجعل شعارنا قلّة الكلام والمنام، والانشغال بالذكر على الدوام، والاقتصاد بالطعام ، وأن لا نحيد قيد أنملة عن أمر الشيخ .
وفي هذه الفقرة أنقل ما قاله العارف العلامة محمد حسين الطهراني في كتابه معرفة الله فيما نصه: كما أنّنا فوّضنا أمرنا إلى شيخ كهذا، فعلينا أن ندفن إرادتنا في إرادته، ونكون له كَالمَيِّتِ فِي يَدَيِ الغَسَّال ِ، وأن نتوجّه إلى الحقّ تعالى كما يأمرنا هذا الشيخ، وأن نعوّد أنفسنا صدق الاقوال والافعال، والإعراض عن الاهواء واللذّات النفسانيّة، وأن نُزَكِّي النفس من رذائل الاخلاق، ونقائص الاعمال، وترويض البدن على الطاعات والعبادات على حسب ما تأمرنا به السنّة المطهّرة لخاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وأن نتجنّب الإفراط والتفريط، وأن نولّي الوجه عمّا يشغلنا عن الحقّ تعالى، وأن نجعل شعارنا قلّة الكلام والمنام، والانشغال بالذكر على الدوام، والاقتصاد بالطعام ، وأن لا نحيد قيد أنملة عن أمر الشيخ .
[1]- الكهف آية : 66
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق