(آخرالأخبار):

خدمة الممهدون للمهدي عليه السلام ترحب بقرائها الكرام. لبيك يا حسين. تم تشييع أشبال الشهادة الحسينية في مجزرة الدالوة الاحساء وسط حضور جماهيري هو الأكبر في تاريخ السعودية 7/11/2014 الأمین العام لحزب الله لبنان یبدي ارتیاحه لسلامة قائد الثورة الإسلامیة ۲۰۱۴/۰۹/۰۸ - ۲۰:۲۱ اغتنم فرصة التسجيل في جامعة المصطفى(ص)المفتوحة فهي تتميز بمنهجها الشمولي بالجمع بين النظام الأكاديمي والاسلوب الحوزوي (اضغط هنا للتسجيل). أنباء كونا الكويتية 7 سبتمبر 2014: رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح: الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه لجمهورية ايران الاسلامية الصديقة التي تربطنا بها علاقات تاريخية عريقة قوامها الاحترام المتبادل والتعاون البناء. أنباء كونا الكويتية 8 سبتمبر 2014:سمو الامير يهنئ آية الله العظمى السيد علي خامنئي بنجاح العملية الجراحية . وكالة الانباء الدولية/ أمير الكويت: الامام الخامنئي قائد الثورة الإسلامية ومرشد للمنطقة كلها ترقبوا قريبا تنزيل الدروس العرفانية ** للتواصل مع الشيخ راضي حبيب عن طريق عنوان الايميل:(r.habeeb@hotmail.com)

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

محاضرة العرفان(13):




(محاضرات عرفانية ألقاها الشيخ راضي حبيب على بعض الطلبة)


المرشد ظاهري وباطني :
وقد دلت عليه صريح الآيات والروايات أنه يوجد مرشد متكفل أيضاً بالجهة الباطنية يأخذ بيد السالك ويحصنه من الوقوع في المخاطر ـ التي تكون أكثر شراسة وخطورة في الجانب المعنوي والباطني للسلوك ـ بشرط أن يكون هناك عزم وتوجه جهادي للنفس وقد أشار الله تعالى بقوله : )وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ([العنكبوت:69]، وروي في الكافي عن الامام قال(ع) : ( يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة(عليهم السلام)  ، وأما الباطنة فالعقول )[1] ، وأيضا هناك حديث آخر يدل بدلالة منطوقية صريحة جدا ويشير إلى وجود المرشد الباطني في قوله(ع) :( ما من قلب إلا وله أذنان ، على إحداهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتن ، هذا يأمره وهذا يزجره ، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها ، وهو قول الله عز وجل : " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )[2] ، ففي هذا الحديث دلالة صريحة في عبارة ( ملك مرشد ) على وجود المرشد الباطني بتمام المعنى وكماله وبدليل الاية الصريحة ايضا في قوله تعالى: (اتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ) [البقرة آية 282].

وهنا يوجد نقطة مهم جدا أن نذكرها حتى لا تنفتح أو تثارأبواباً للتساؤل ، وهي أننا في السابق قلنا أن السالك في بداية سيره وسلوكه يحتاج بالضرورة إلى مرشد ظاهري وعدم الاكتفاء بالمرشد الباطني كما بينّاه وأثبتناه سابقا بالأدلة الواضحة ، ولكن هذا الاثبات لا يعني من جهة أخرى أننا ننفي احتياج السالك إلى الارشاد المعنوي والباطني ، فمهمة المرشد الظاهري أن يأخذ بيد السالك في بدايات سلوكه ، ومن ثمّ يتم تسليم عصى الارشاد بيد المرشد الباطني ، فيتكفل بتربية السالك باطنياً ، وهذا الأمر تترتب آثاره على أساس وجود المرشد الظاهري أولاً . 

فلا افراط ولا تفريط في القضية ، فبنحو الافراط يتم إلغاء دور المرشد الظاهري ، وبنحو التفريط يتم إلغاء دور المرشد الباطني ، فالأمر متوسط بينهما في مستوى التكامل.


قال العارف العلامة السيد الطهراني(قدس سره الشريف):
لابدّ لك‌ أوّلاً أن‌ تطلب‌ الهداية‌ من‌ المرشد العامّ _ المرشد الظاهري _ والهادي‌ إلي‌ السبل‌، وأن‌ تتمسّك‌ بأذيال‌ المتابعة‌ لائمّة‌ الهدي‌(عليهم السلام). وأعرِضْ عن‌ الدنيا وحصِّل‌ العشق‌ .[3] 


دور أهل البيت(عليهم السلام)  في عملية الارشاد في كلا الجانبين : 
حتماً مقضياً لابد أن يكون الارشاد بِكِلا جانبيه مرتبط بأهل البيت(عليهم السلام)، فلا يمكن أن نرتب نتائج صحيحة وايجابية للسير والسلوك إلاّ عندما تكون مقدمات السير والسلوك صحيحة ، فلابد أن يكون الارشاد الظاهري مبني على الارتباط بأهل العصمة(عليهم السلام)، وإلا سنحصل على نتائج وخيمه ويتولى الشيطان المفتن عملية الارشاد الباطني نعوذ بالله تعالى من ابليس وجنوده ، فنحن ببركة أهل البيت(عليهم السلام) نجتاز هذه المراحل ، كما جاء في زيارة الائمة(عليهم السلام)الجامعة قوله(عليه السلا): ( وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ عَزَّوَجَلَّ ) ، 
ولكن في الجانب الباطني يكون الارشاد أكثر فاعلية وواقعية من الارشاد الظاهري ، وإليك هذه الرواية التي تشير صريحاً إلى هذا المعنى : ( عن أبي خديجة قال : دخلت على أبي الحسن(عليه السلام) فقال لي : إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي ، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي ، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته ، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا ، رحم الله امرءا هم بخير فعمله أو هم بشر فارتدع عنه ، ثم قال(عليه السلام) : نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له ) [4]، 
وعلى هذا المبنى أقول: كما أشرنا في السابق بقولنا أنه بشرط وشروطها أن يكون هناك عزم وتوجه جهادي للنفس .

فالإمام المعصوم(عليه السلام) هو الشخص‌ المربّي‌ للإنسان‌ إلى‌ أعلى درجة‌ من‌ الكمال‌، وآخر نقطة‌ من‌ ذروة‌ التوحيد و مقام‌ المعرفة‌. و لمّا كان‌ خلق‌الإنسان بالحقّ، فينبغي‌ أن‌ يكون‌ الإمام(عليه السلام) مرشداً و موصلاً للإنسان‌ إلي‌ تلك‌ الذروة‌ بالحقّ، و إلاّ فلا خَلاق _ امكانية _ لشخص‌ آخر هو دون‌ مقام‌ المعرفة‌ و التوحيد ودرجات‌ القرب .‌

إيضاح فلسفي :
يوجد توجيه فلسفي نورده هنا لايضاح  كيفية اتحاد المعرفة بين العقول ، فالقوة الناطقة في الانسان هي مبدأ إدراك الحقائق والشوق إلى النظر في العواقب والتمييز بين المصالح والمفاسد ، وهي على قسمين : 
1_ العقل النظري ويعني  ما ينبغي  أن يعلم ويطلق عليه في الاصطلاح العرفاني العلم.
2_ العقل العملي ويعني ما ينبغي أن يعمل ويطلق عليه في الاصطلاح العرفاني المعرفة وشرافته تتجلى باتصاله وانفعاله بالعقل الكلي الفعّال المفارق ، وقد أشار إلى هذا المعنى الحكيم ارسطو قال : هو العقل الذي يجرد المعاني أو الصور الكلية من لواحقها الحسية الجزئية على حين العقل المنفعل هو الذي تنطبع فيه هذه الصور .


[1] - الكافي - الشيخ الكليني ج 1   ص 16 .
[2] - الكافي - الشيخ الكليني ج 2   ص 266 .
[3] - كتاب الروح المجرد – العلامة السيد محمد حسين الطهراني .
[4] - الكافي - الشيخ الكليني ج 2   ص 268 .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية