قياس المستوى% للتوحيد من منظور الخلق
تأليف:
الشيخ راضي حبيب
الشيخ راضي حبيب
أضع لكم سلم المقياس لتحديد النسبة المئوية لمستويات توحيد
الله من منظور الخلق
المستوى الأول: اذا كان الانسان متحقق
بـ"الأنا" فقط.
فالنسبة المئوية لهذا
التوحيد تكون بمستوى [0%] .
المستوى الثاني: اذا كان الانسان متحقق بـ"الأنا" و "أنت" .
فالنسبة المئوية لهذا
التوحيد تكون بمستوى [50%] .
المستوى الثالث : اذا كان الانسان متحقق بـ"أنت" "أنت" .
فالنسبة المئوية لهذا
التوحيد تكون بمستوى [90%]
.
المستوى الرابع : اذا كان الانسان متحقق بـ"هو" "هو" .
فالنسبة المئوية لهذا
التوحيد تكون بمستوى [100% ].
توضيح ذلك: أن المنظور في (المستوى الأول) منحصر في رؤية "الأنا" دون غيرها
وهذا ما يعبر عنه العرفاء بالنفس الفرعونية بدليل قوله تعالى: (فَقَالَ
أَنَـا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)[النازعات : 24].
اما في (المستوى
الثاني) فالمنظور منقسم بين اثبات الأنا وبين اثبات الله وهذا ينطبق عليه معنى
الشرك بدليل قوله تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ
هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ)[طه : 16]. وأيضاً جاء في
المحاورة بين اللهY وبين ابليس
اللعين قوله: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ
أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَـاْ خَيْرٌ مِّنْهُ)[الأعراف : 12].
وأما في (المستوى
الثالث) فالمنظور وان كان فيه نسبة التوحيد عالية ولكنه يشير إلى الله بضمير الفصل
"أنت أنت" وهو مقام "الفناء" ولأنه في نفس الوقت يوجد شائبة
الاشارة ومعنى ذلك أن العبد ينظر إلى فناءه، وحتى يصل إلى النسبة الكلية لمقام
التوحيد الكمالي ينبغي للعبد الترقي إلى مقام (الفناء عن فناءه) أيضا.
وأما في (المستوى
الرابع) فالمنظور في هذه المرتبة متحقق بكمال التوحيد حيث انه أثبت الهوية الغيبية
كما (هو هو) وغاب عن فناءه بنفي صفات الكثرة الزائدة بدليل ما جاء في خطبة التوحيد
للامام عليdقال: (وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ ، وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ
لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ
، وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ
سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ ، وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ ، وَ مَنْ ثَنَّاهُ
فَقَدْ جَزَّأَهُ ، وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ
إِلَيْهِ ، وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ)[ نهج البلاغة :
الخطبة الأولى]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق