(التفريق بين علامات الظهور والتوقيت المحرم)
《التفريق
بين علامات الظهور والتوقيت المحرم》
(ثقافة علامات الظهور)
|يقدمها الباحث الاسلامي الشيخ راضي حبيب|
يستشكل البعض حول امكانية تطبيق علامات الظهور المهدوي على أرض الواقع
كعلامة اليماني أو الخرساني فيحاول أن يمنع من تطبيقها على ما في الواقع من شخصيات
معاصرة متواجدة في الساحة الجهادية الآن محتجاً بقوله أنها من (التوقيت المحرم).
ومن الضروري جدا هنا بيان مثل هذه القضايا المهدوية لأننا نعتقد بأن
كل من يتغافل أو يتجاهل دور مثل هذه العلائم المهدوية في هداية المؤمنين وانقاذهم
من ظلمات فتن آخر الزمان التي ترادف عصر الظهور المهدوي فمصيره السقوط في مهاوي
الضلالة والنفاق والكفر والانجرار وراء رايات الضلالة وأعداء الاسلام والابتعاد عن
رايات الهدى ، ما لم نقف على جادة أحاديث اهل بيت العصمة عليهم السلام المستقبلية
التي تتعلق بالثقافة المهدوية والتي بدورها تحدد لنا المسار الصحيح للالتقاء بإمامنا
المهدي عليه السلام ـ أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ـ والانضمام في جيوشه لنكون من
أعوانه لاااا مع أعدائه نعوذ بالله.
ولأهمية البحث القصوى عن العلامات فيجب على كل مؤمن ومؤمنة متابعة تلك
العلامات التي توصل إلى إلى المقدمات الصحيحة للالتقاء بالامام المهدي (ع).
ومن هنا يترتب وجوب البحث عن العلامات المهدوية، وكما هو معلوم ومدرج
في الرسائل العملية للفقهاء في باب التقليد أنه يجب على كل مكلف تعلّم المسائل
الابتلائية عادةً.
وعوداً على بدأ: فإنه يوجد هناك خلط كبير
وقع فيه الكثير من غير اهل الاختصاص في العلم والفن بسبب عدم الدقة في التفريق بين
(البحث الاثباتي) و (البحث الثبوتي) بحسب الاصطلاح الاصولي وتوضيحه:
أنه يوجد فرق جوهري بين (اثبات شيء لشيء
آخر) وهذا ما نعني به البحث الاثباتي ، وبين (إثبات نفس الشيء) وهذا ما
نعني به البحث الثبوتي.
لذلك نجد أن هؤلاء قد ألتبس عليهم لسبب
انهم خلطوا بين التوقيت لخروج شخص المهدي ع باتحاد الزمان والمكان، وبين التحقق من
علامات قرب الظهور أو بعده اذا كانت من قسم العلامات القريبة الحتمية منها او غير الحتمية
وبين قسم العلامات البعيدة عن الظهور بكلا قسميها الحتمي او غير الحتمية.
وترتيبا على ما سبق: فهذه الشخصيات من العلامات التي حث أهل
البيت عليهم السلام شيعتهم على تتبعها بدليل ماجاء عن الامام الصادق ع: (أن قدام
المهدي علامات تكون من الله عزوجل للمؤمنين)[1] ،وليست من
التوقيت المحرم بشيء لان التوقيت يتعلق بشخص الامام المهدي عليه السلام فقط لا غير
على نحو الزمكان.
▪وهذا فضلا عن وجود تعارض بين الأخبار في
جواز التوقيت والنهي عنه فعلى القول بمنع التوقيت وهذا ما اعتقد به أنا فهو ايضا ليس
على اطلاقه وأعني من كلامي هذا ان التوقيت متعلق بظهور شخص الامام (ع) وليس العلامات
الدالة على قرب او بعد ظهوره الشريف.
▪أيضا فما نحن بصدده من تتبع للعلامات العامة
المتحققة على ارض الواقع والدالة على قرب الظهور فهو قائم على حساب الاحتمالات وكثرة
اجتماع القرائن ولا أجد فيه مانع حتى لو بعد ذلك اتضح او انكشف انها لم تكن هي المطلوب
الحقيقي او المطابق فيوجد من كبار العلماء الطائفة الشيعية من انتهج هذا الاسلوب وهذا
لا ينطبق عليه هلكة الاستعجال كما يظن بعض من يتمسك بدليل ماجاء عن الامام الصادق في
فقرة حديثه (ع): (هلك المستعجلون)[2] . فهي ليست
على اطلاقها بل تدل على هؤلاء الذين يتسبب استعجالهم بالقنوط - نعوذ بالله -او الاعتراض
على أمر طولة الغيبة المهدوية بسبب التمحيص ، وبدليل المنظور الموضوعي للروايات وليس
التجزيئي ففي تفسير هذه العبارة تبين الرواية الأخرى انه بسبب من يقول في المهدي ع:(مات
او هلك او بأي واد سلك)[3] ، معترضا
على طولة الغيبة المهدوية بسبب قنوطه.
وإلا ماذا يعني طلب التعجيل في الدعاء لظهوره
عليه السلام فهل ايضا يندرج هذا تحت طائلة هلاك المستعجل؟! ولا أجد عاقل قائل به.
ولا أجد وجه مشابه لها فيمن يتتبع تحقق
العلامات المهدوية على أرض الواقع فبينها وبين المستعجل القنوط بون شاسع. بل المتتبع
للعلامات هم من المقِربين ـ بكسر الراء ـ الذين ورد بحقهم قول الامام الصادق عليه
السلام: (ونجا المقرِبون)[4] بعد قوله
(هلك المستعجلون)أي الذين يقولون بقرب الظهور وهذا لايكون إلّا بقيام وتحقق
العلامات القريبة.
▪وأيضا أضيف هنا قاعدة استدلالية اصولية
وهي أن النهي عن الخاص لا يلزم منه النهي عن العام والعكس بالعكس أي أن النهي عن العام
يلزم منه النهي عن الخاص ولا يوجد عندنا دليل واحد ينهي عن توقيت ظهور العلامات بل
ما ورد من الاحاديث المتعلقة بها يحبذ متابعة تحقق هذه العلامات كعلامة الخرساني او
اليماني او السفياني بل هذه العلامات العامة على العكس من العلامات الخاصة بشخص وذات
الامام المهدي (ع) الدالة على ظهوره الشخصي عجل الله فرجه الشريف.
وكما كان للامام المهدي ع غيبة صغرى كانت
تمهيدا للغيبة الكبرى، فأيضا للامام المهدي ع ظهور أصغر يكون تمهيدا للظهور الأكبر
.
[4] ـ قال العلامة المجلسي في ذيل هذه الرواية البحار ج52 ص 138 :(المقربون
الذين يقولون أن الفرج قريب أو يدعون له).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق